منى نعلاوي
فيديو : علاء الدين البطاط
تصوير : سند العبادي
مونتاج : محمود تيم
الحقيقة الأصعب في الحياة هي الموت ، ولكن ما هو أصعب منها هو موت مخافة الله في قلوب البشر ، هنا في البادية الوسطى وتحديدا في الذهيبة الشرقية كان مسرح الجريمة ، كريم أكرم اللئيم فتمرد ، حمزة الجحاوشة والبالغ من العمر 22 عاما قتل غدرا على يد ضيوف أكرمهم في منزله وأطعمهم من زاده ، فقابلوا الأمان بالنكران ، تساؤلات كثيرة حول الظروف التي أحاطت هذه الجريمة البشعة أجابت عليها عائلة المغدور ، " الرأي نيوز " كانت في قلب الحدث في منزل عم المرحوم ، وهذه هي القصة الحقيقية وراء مقتل حمزة كما رواها ذويه ...
الرواية الأمنية ...
قال مصدر أمني بأنه قد أُسعف أحد المواطنين للمستشفى إثر تعرضه للضرب من قبل شخصين في إحدى مناطق البادية الوسطى، وعلى الفور بوشرت التحقيقات في القضية وحُددت هوية الشخصين ومكاني وجودهما وأُلقي القبض عليهما في ذات اليوم بعد أن تواريا عن الأنظار.
وأُحيل الشخصان المقبوض عليهما للقضاء في حينه وجرى توقيفهما عن التهم المسندة إليهما، وفي يوم الجمعة 22 / 1 / 2021 توفي المواطن المُعتدى عليه متأثراً بإصابته والقضية ما زالت منظورة أمام القضاء وأسند مدعي عام الجنايات الكبرى جناية القتل العمد للمتهمين .
عم المغدور يروي ل " رالرأي نيوز" تفاصيل الحادثة
بدأ غالب الجحاوشة عم المغدور حديثه بقوله تعالى " ومن قتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها " وتابع " من أمنك لا تخونه ولو كنت خاين " وأكمل قائلا " في عاداتنا وتقاليدنا الأردنية الأصيلة الملح والزاد شيء عظيم لا يقبل الخيانة .
بدأت القصة كما وصلتنا من ادعاءات القتلة والذين ألقت الأجهزة الأمنية القبض عليهم في زمن قياسي بأن ولدنا أبلغ عنهما وهما شخصان قبل فترة من الزمن فيما يخص قضية معينة وبعدها حاول الجناة التقرب من حمزة وبناء علاقة صداقة معه " .
أما يوم الحادثة حسب عم المغدور فقد حضر المجرمين إلى بيت حمزة فأكرمهما بالزاد وقدم لهما واجب الضيافة وكانا كما يقال ..ضيف بإيده سيف .. ، ثم اصطحباه معهما خارج المنزل لسبب لا يعلمه إلا الله ومن ثم قاما بتقييده في الحبال وضربه على رأسه 25 ضربة مما أدى إلى تحطيم الواجهة الأمامية من جبينه وتهشيمها تماما ، وطعناه 14 طعنة في الرقبة وبعد أن عملا على تشويه جثته بهذه الطريقة البشعة ألقياه به قريبا من منزله وهو في منطقة متطرفة ، وتم إسعافه إلى المستشفى ليقضي بها 11 يوما غائبا عن الوعي إلى أن توفي يوم السبت بتاريخ 23 / 1 / 2021
عائلة المغدور تطالب " نريدها قضية أمن دولة " ...
ناشد الجحاوشة باسم عشيرته بأكملها جلالة الملك عبدالله الثاني وهو أب لكل أردني " كما أثلجت صدورنا بأن نصرت المظلوم في قضية ابن الزرقاء ، يا مولاي أن تأمر بتغليظ العقوبات على مرتكبي هذه الجريمة البشعة والتي هزت الشارع الأردني بأكمله حتى تبرد نيران قلوبنا ويعود حق ولدنا حمزة وحتى يبقى الأمن والأمان هو أساس هذا البلد الطيب بقيادة الهاشميين وثقتنا مطلقة بقضاءنا العادل وهو الفيصل ونحن نطالب بتحويلها إلى قضية أمن دولة " .
أبو هيثم عم المغدور " هذا ما نتج عن العطوة العشائرية " ...
يقول أبو هيثم " توجهت إلينا جاهة كريمة من وجهاء العشائر بتاريخ 26 / 1 / 2021 وتمت المداولات والمناقشات بين الطرفين ونتج عن هذا الاجتماع اتفاق على عطوة مدتها 6 أشهر لا تشمل الجناة ، إضافة إلى ذلك أن لا يتم توكيل أي محام لهما وأن يقوم أهلهيما بالتبرؤ منهما عبر كافة وسائل التواصل الاجتماعي والصحف الرسمية وأن يستنكروا هذه الجريمة ، نحن لا نريد سوى القصاص العادل " .
وكما وصفه أقاربه فقد كان حمزة نعم الشاب أخلاقا وأدبا وبساطة ، بارا بوالديه والذين هما الآن في حالة يرثى لها لدرجة أن والدته ما زالت يوميا تشتم رائحة دماؤه على السجادة التي لف بها عند وفاته و ما زالت غير مصدقة لما حصل لولدها حتى اللحظة.